اقرأ و ارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا
عن عبد الله بن عمرو قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها
عون المعبود شرح سنن أبي داود
( يقال )
: أي عند دخول الجنة
( لصاحب القرآن )
: أي من يلازمه بالتلاوة والعمل لا من يقرؤه ولا يعمل به
( اقرأ وارتق )
: أي إلى درجات الجنة أو مراتب القرب
( ورتل )
: أي لا تستعجل في قراءتك في الجنة التي هي لمجرد التلذذ والشهود الأكبر كعبادة الملائكة
( كما كنت ترتل )
: أي في قراءتك , وفيه إشارة إلى أن الجزاء على وفق الأعمال كمية وكيفية
( في الدنيا )
: من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف
( فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها )
: وقد ورد في الحديث أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن , وجاء في حديث من أهل القرآن فليس فوقه درجة , فالقراء يتصاعدون بقدرها .
قال الداني : وأجمعوا على أن عدد آي القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد فقيل ومائتا آية وأربع آيات , وقيل وأربع عشرة , وقيل وتسع عشرة , وقيل وخمس وعشرون , وقيل وست وثلاثون انتهى .
ويؤخذ من الحديث أنه لا ينال هذا الثواب الأعظم إلا من حفظ القرآن وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له .
وقال الطيبي : إن الترقي يكون دائما فكما أن قراءته في حال الاختتام استدعت الافتتاح الذي لا انقطاع له كذلك هذه القراءة والترقي في المنازل التي لا تتناهى , وهذه القراءة لهم كالتسبيح للملائكة لا تشغلهم من مستلذاتهم بل هي أعظمها انتهى .
0 التعليقات:
إرسال تعليق